==========
ظاهرة الغش
السؤال
انتشر في المجتمعات ظاهرة الغش ، فما هو موقف الشريعة من هذه الظاهرة ؟ .
الجواب
الحمد لله.
لقد ذم الله عز وجل الغش وأهله في القرآن الكريم وتوعدهم بالويل ويفهم ذلك من قوله تعالى : ( ويل للمطففين – الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون – وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) المطففين/1
فهذا وعيد شديد للذين يبخسون – ينقصون – المكيال والميزان ، فكيف بحال من يسرقها ويختلسها ويبخس الناس أشياءهم ؟! إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان .
وقد حذر نبي الله شعيب عليه السلام قومه من بخس الناس أشياءهم والتطفيف في المكيال والميزان كما حكى الله عز وجل ذلك عنه في القرآن .
وكذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعد فاعله ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً ، فقال : ( ما هذا يا صاح بالطعام ؟ ) قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال : ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني ) وفي رواية ( من غشنا فليس منا ) وفي رواية ( ليس منا من غشنا ) رواه مسلم .
فكفى باللفظ النبوي : " ليس منا " زاجراً عن الغش ، ورادعاً من الولوغ في حياضة الدنسة ، وحاجزاً من الوقوع في مستنقعه الآسن .
إننا يا أخي في حاجة شديدة إلى عرض هذا الوعيد على القلوب لتحيا به الضمائر ، فتراقب الله عز وجل في أعمالها ، دون أن يكون عليها رقيب من البشر .
وصدق من قال :
ولا ترجع الأنفس عن غيها ما لم يكن منها لها زاجر
ولا يكن مثلنا في معالجة هذه الظاهرة ، وغيرها من الظواهر المدمرة في المجتمع – كمريض بالزائدة الدودية يحتاج إلى مبضع الجراح .. فتعمل له كمادات ساخنة عساها تخفف الألم .. إن المريض سيموت قبل التفكير في استدعاء الطبيب .
وإليك يا أخي المبارك وقفات مع ظاهرة الغش بعد ما علمت ما رُتب عليه من الوعيد :
تعريف الغش :
قال المناوي : الغش ما يخلط الرديء بالجيد .
وقال ابن حجر الهيثمي : الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشتر فيها شيئاً لو اطلع مريد أخذها ما أخذ بذلك المقابل
وقال الكفوي : الغش سواد القلب ، وعبوس الوجه ، ولذا يطلق الغش على الغل والحقد .
مظاهر الغش : إن المتأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون صوراً من الغش في جميع شؤون حياتهم ومن ذلك :
أولاً : الغش في البيع والشراء :
وما أكثره في زماننا في أسواق المسلمين !! ويكون الغش فيهما بمحاولة إخفاء العيب ، ويكون في طرق أخرى كالغش في ذاتية البضاعة أو عناصرها أو كميتها ، أو وزنها أو صفاتها الجوهرية أو مصدرها .
وإليك طرقاً من مظاهر ذلك على التفصيل :
1-بعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيع الفاكهة أوراقاً كثيرة ، ثم يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص ، وبذلك يكون قد خدع المشتري وغشه من جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره ، ومن جهة أنه يظن أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه .
2-ويعضهم يأتي بزيت الطعام ويخلطه ببعض العطور وعلى أن تكون كمية الزيت على الغالبة ويضعها في عبوات زجاجية ويخرج منها ريح العطر ويبيعه بثمن قليل .
3-وبعض التجار يشتري سلعة في ظرف خفيف جداً ثم يجعلها في ظرف ثقيل نحو خمسة أضعاف الأول ، ثم يبيع ذلك الظرف وما فيه ، ويوزن جملة الكل ، فيكون الثمن مقابلاً للظرف والمظروف .
4-وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا مخيط ، بل ويحلف بالله أنه لجديد وما هو بجديد فتباً له !!
5-وبعضهم يلبس الثوب خاماً إلى أن تذهب قوته جميعها ثم يقصره حينئذٍ ويجعل فيه نشاً يوهم بأنه جديد ويبيعه على أنه جديد .
6-وبعض العطارين يقرب بعض السلع إلى الماء كالزعفران مثلاً فتكتسب منا مائية تزيد وزنه نحو الثلث .
7-وبعض التجار وأصحاب المحلات يسعى إلى إظلام محله إظلاماً كثيراً باستخدام الإضاءة الملونة أو القاتمة ، حتى يعيد الغليظ من السلع والملابس خصوصاً رقيقاً والقبيح حسناً ، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم .
8-وبعض الصائغين يخلط الذهب نحاساً ونحوه ، ثم يبيعه على أنه كله ذهب .
9-وبعضهم يعمد إلى شراء ذهب مستعمل نظيف ، ثم يعرضه للبيع بسعر الجديد دون أن ينبه المشتري على أنه مستعمل .
10-يعمد بعض البائعين في مزاد السيارات إلى وضع زيت ثقيل في محرك السيارة حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة .
11-وبعضهم يعمد إلى عداد الكيلو في السيارة الذي يدل على أنها سارت كثيراً فينقصه بحيلة حتى يوهم المشتري بذلك أنها لم تسر إلا قليلاً .
12-وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها ، ويعلم فيها خللاً خفياً ، قال لمن يريد شراءها : هذه السيارة أمامك جربها إن أردتها ، ولا يخبره بشيء عنها ... ولعمر الله إنه لغش وخداع .
13-ويعضهم يعمد إلى ذكر عيوب كثيرة في السيارة وهل ليست بصحيحة ، ويهدف من وراء ذلك إلى إخفاء العيوب الحقيقة في السيارة تحت هذه العيوب الوهمية المعلن عنها .
والأدهى من ذلك أنه لا يذكر العيوب إلا بعد البيع وتسليم العربون ، ولا يمّكن المشتري من فحص السيارة بل لا يسمح له بذلك .
14-وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها صار يمدحها ويحلف بالله أنها جيدة ويختلق أعذراً لسبب بيعها ، والله عز وجل يعلم السر وأخفى .
15-وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع فيها غيره ، وهذا هو النجش الذي نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16-ومن الغش في البيع أن يقوم القصّاب – الجزار – بنفخ الذبيحة التي يراد بيعها ، ليبين للمشتري أن المنفوخ كله لحم .
17-ويعضهم يعمد في مزاد الأغنام إلى تغذيتها بالملح – وكذلك محلات بيع الدجاج – حتى يظن المشتري أنها سمينة وهي خلاف ذلك .
18-وبعض أصحاب بهيمة الأنعام يعمد إلى صر – أي شد وربط – ضرع ذات اللبن من بهيمة الأنعام قبل بيعها بأيام ليظهر أنها حليب ، وهي ليست كذلك فلا ينطلق لها ضَرع إلا بعد تَضَرّع !!
وأدع لك المجال لتضيف ما خطر في ذهنك من صور الغش في البيع والشراء ، وأعيذك بالله إن كنت بائعاً أو مشترياً من الغش والاتصاف بشيء مما سبق .
ثانياً : الغش في الزواج :
ومن مظاهر الغش فيه ما يلي :
1-أن يقدم بعض الآباء للمتقدم لإحدى بناته ابنته الصغيرة البكر ، ويوم البناء – ليلة العرس – يجدها الكبيرة الثيب ، فيجد بعضهم لا مناص ولا هروب من هذا الزواج .
2-وبعض الآباء وأولياء النساء يُري الخاطب البنت الجميلة ، ويوم البناء يرى أنها الدميمة القبيحة فيضطر للقبول – إن قبل .
3-وبعض الآباء قد يخفي مرضاً أو عيباً في ابنته ولا يبنه للخاطب ليكون على بينة ، فإذا دخل بها اكتشف ما فيها من مرض أو عيب .
4-وبعض الآباء وأولياء البنات إذا طلب منهم الخاطب رؤية المخطوبة – وهو جائز بشروطه – أذنوا في ذلك بعد أن تملأ وجهها بكل الألوان والأصباغ التي تسمى " مكياجاً " لتبدو جميلة في عينيه ، ولو نظر إليها دون هذا القناع من المساحيق لما وقعت في عينيه موقع الرضا . أليس هذا غشاً يترتب عليه مفاسد عظيمة في حق الزوج والزوجة .
5-وبعض الأولياء يعمد إلى تزويج موليته دون بذل جهد معرفة حال الخاطب وتمسكه بدينه وخلقه ، وفي هذا غش للزوجة وظلم لها .
6-ومن الغش في الزواج أن يعمد الخاطب إلى التشبع بما لم يعط ، فيُظهر أنه صاحب جاه وأنه يملك من العقارات والسيارات الشيء الكثير ، بل ويسعى إلى استئجار سيارة فارهة تكلف المئات من الريالات ليُظهر بأنه يملك ، ولا يملك في الحقيقة شيئاً .
7-ومن الغش كذلك أن يعمد بعض الناس إلى تزكية الخاطب عند من تقدم لهم ، ومدحه والإطراء عليه وأنه من المصلين الصالحين ، مع أن هذا الخاطب لا يعرف للمسجد طريقاً .
فكفى أيها الأحبة غشاً وخداعاً يهدم البيوت ويشتت الأسر .
8-ومن الغش ما تقوم به بعض النساء – وخاصة الكبيرات – من الفلج – وهو برد الأسنان لتحصل بينها فرجة لطيفة تظهر بها الكبيرة صغيرة ، فيظن الخاطب أنها كذلك فإذا تزوجها اكتشف أنها بلغت من الكبر عتياً ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى .
ثالثاً : الغش في النصيحة .
وذلك بعدم الإخلاص فيها ، والقصد من بذلها أغراض دنيوية وأغراض دينية ، ومن حق الأخوة بين المؤمنين نصحه والمنافقون غششة .
والمؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيباً أصلحه ، والنصيحة تكون بكف الأذى عن المسلمين ، وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم ، وإعانتهم عليه بالقول والفعل ، وستر عوراتهم ، وسد خلاتهم ، ودفع المضار عنهم ، وبجلب النافع لهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم ، وتوقير كبيرهم ، ورحمة صغيرهم ، وتخولّهم بالموعظة الحسنة ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه من المكروه .
روى الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده أن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أمر مولاه أن يشتري له فرساً ، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم ، وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن ، فقال له جرير لصاحب الفرس – انظر إلى النصيحة : فرسك خير م ثلاثمائة درهم ، أتبيعه بأربعمائة درهم ؟ قال : ذلك يا أبا عبد الله .
فقال : فرسك خير م ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم ؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة ، وصاحبه يرضى وجرير يقول : فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة فاشتراه بها ، فقيل له في ذلك : إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم .
رابعاً : الغش في الرعية :
عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه أنه قال في مرضه الذي مات فيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عيه الجنة " رواه البخاري ومسلم واللفظ له ، وأحد لفظي البخاري : " ما من مسلم يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة " .
فهذا وعيد شديد يدخل فيه كل من استرعاه الله رعية سواء كانت صغيرة أم كبيرة ، ابتداء من أفراد الأسرة الحاكمة ، فيجب على الكل النصح لرعيته وعدم غشه .
فالموظف يجب عليه أن ينصح في وظيفته وأن يؤديها على الوجه المطلوب شرعاً دون غش ولا خداع ، ودون تأخير لأعمال الناس ومصالحهم ، وليعلم أنه موقوف بين يدي الله عز وجل ، فما ولاه الله عز وجل هذه الوظيفة إلا ليديم النصح للمسلمين .
وكذلك الأب يجب عليه أن ينصح أولاده ، وألا يفرط في تربيتهم بل يبذل كل ما يستطيع ليقي نفسه وأولاده من نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد .
قال ابن القيم رحمه الله : " وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه ، وإعانته على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة ، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء . تحفة المولود ص 146
خامساً : الغش في الامتحان
وما أكثر طرقه ووسائله بين الطلاب والطالبات !! وسبب ذلك هو ضعف الوازع الديني ، ورقة الإيمان ، وقلة المراقبة لله تعالى أو انعدامها .
قال سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله : "
هذه بعض مظاهر الغش تدل على غيرها ، وهي غيض من فيض ، وقطرة من بحر ، ليحيا من حيي على بينة ويهلك من هلك على بينة.
وإلى كل من وقع في صورة من صور الغش ذُكرت أو لم تُذكر نقول له : اتق الله يا أخي واستشعر رقابة علام الغيوب ، وتذكر عقابه وعذابه ( إن ربك لبالمرصاد ) الفجر/14 واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع على النقير والفتيل والقطمير ، وأن العمل الصالح ينفع الذرية ، والعمل السيئ يؤثر في الذرية ، قال تعالى : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ) النساء/9 ، فمن تأمل هذه الآية خشي على ذريته من أعماله السيئة وانكف عنها ، حتى لا يحصل لهم نظيرها .
ثم اعلم أن للغش مضاراً عظيمة وإليك بيانها في الوقفة التالية :
من مضار الغش :
1-الغش طريق موصل إلى النار
2-دليل على دناءة النفس وخبثها ، فلا يفعله إلا كل دنيء نفس هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب .
3-البعد عن الله وعن الناس .
4-أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء .
5-أنه طريق لحرمان البركة في المال والعمر .
6-أنه دليل على نقص الإيمان .
7-أنه سبب في تسلط الظلمة والكفار ، قال ابن حجر الهيثيمي : " ولهذه القبائح – أي الغش – التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة فأخذوا أموالهم ، وهتكوا حريمهم ، وبل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم ، وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً .
وكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب ، وأخذ الأموال والحريم إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لّما أن أحدث التجار وغيرهم قبائح ذلك الغش الكثيرة والمتنوعة ، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق قدروا عليها ، لا يرقبون الله المطلع عليهم .
===================
تعريف الغش في الإسلام دعاء الدغيم تمت الكتابة بواسطة: دعاء الدغيم آخر تحديث: ٠٨:١٨ ، ٤ ديسمبر ٢٠١٦
=============
تحريم الغش والخيانة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المستمع الكريم، حديثي معك اليوم فيما يتعلق بالغش والتحذير منه، لقد ثبت عن رسول الله ﷺ في الأحاديث الصحيحة أنه قال: من غشنا فليس منا، وثبت عنه ﷺ أنه مر ذات يوم على صرة من طعام في السوق فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال: أصابته السماء يا رسول الله -يعني المطر- فقال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني.
هذا الحديث الصحيح وما جاء في معناه يرشدنا إلى أن الواجب على المؤمن أن ينصح لأخيه المسلم، وأن يؤدي الأمانة، وأن يحب له الخير كما يحبه لنفسه، وليس من ذلك أن يغشه في المعاملة، ويخدعه في المعاملة، فإن هذا يخالف ما أوجب الله عليه، إذ الواجب عليه أن يبين له الحقيقة، وأن يكون معه في السلعة على جلية من الأمر حتى يشتريها على بصيرة أو يدعها على بصيرة.
فإذا كان في السلعة عيب فأخفاه، أو كانت السلعة أعيانا كثيرة فجعل الرديء أسفل وجعل الطيب أعلى حتى يغش بذلك الناس فإن هذا من الخداع، ومن الغش، ومن الخيانة التي حرمها الله على المسلمين، وما ذاك إلا لأن بعض الناس قد لا يفطن لما تحت الظاهر، وقد لا يبين له العيب فيخدع بذلك ويشتري ما يساوي الثمن القليل بالثمن الكثير ظنا منه أن هذا المبيع على السلامة، وأنه لا عيب فيه، ولهذا قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: من غشنا فليس منا.
ثم إن الخيانة والغش من صفات أهل النفاق والفسق والجشع والطمع، أما المؤمن فإن من صفته الأمانة والنصح ومحبة الخير لإخوانه، وترك الضرر الذي يضرهم ويؤدي إلى بخسهم حقهم، ولا شك أن إخفاء العيب مما يضر المسلم ويبخسه حقه، فالواجب على المسلم أن يكون في معاملاته على بينة وعلى إيضاح لإخوانه، حتى لا يغشهم وحتى لا يخدعهم وحتى لا يأخذ أموالهم بغير حقها.
وفي الحديث الصحيح يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما، فأبان المصطفى عليه الصلاة والسلام أن النصح والبيان والصدق من أسباب البركة في البيع والنمو والخير والعاقبة الحميدة، وبين عليه الصلاة والسلام أن الكذب والخيانة والغش في المعاملة من أسباب نزع البركة، كما أن ذلك أيضا من أسباب غضب الله، ومن أسباب العقوبات في الدنيا والآخرة.
فحقيق بك يا أخي المسلم أن تتقي الله في معاملاتك وألا تغش إخوانك، وأن تحب لأخيك من الخير ما تحبه لنفسك كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هكذا قال المصطفى عليه الصلاة والسلام.
فهل ترضى يا أخي أن يغشك الناس؟ هل ترضى أن يقول لك أخوك إن السلعة قد سيمت بكذا وهو كاذب؟ أو أنه اشتراها بكذا وهو كاذب؟ لا ترضى بذلك لأن هذا يضرك، هكذا لا ترضى به لإخوانك، فلا تقل إن السلعة علي بمائة وأنت كاذب، إنما هي عليك بثمانين أو خمسين، ولا تقل أنها سيمت بمائة وأنت كاذب لأن هذا غش لإخوانك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلًا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأعطي بها كذا وكذا فصدقه على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يف فهؤلاء الثلاثة جاء فيهم هذا الوعيد العظيم، وهو أن الله لا يكلمهم ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم:
أحدهم: الذي في الفلاة وعنده فضل ماء فيمنعه أبناء السبيل، لا يريدونه شحًا وبخلًا وظلمًا وعدوانًا.
والثاني: يبايع إخوانه بالسلع فيكذب عليهم، ويقول: إنه أعطي كذا وأعطي كذا، سيمت منه بكذا، شراها بكذا، وهو يكذب حتى يخدعهم وحتى يشتروها بأغلى من ثمنها، وإذا كان بعد العصر خاتمة النهار فالأمر أشد وأخطر والإثم أكبر، لأن المطلوب من المؤمن في آخر النهار أن يختم نهاره بالخير والتسبيح والتهليل والاستغفار والتوبة وعدم الوقوع فيما حرم الله ، أما هذا فقد ختم نهاره بالكذب والخيانة والغش للمسلمين، حتى قال لهم: إن هذه السلعة أعطيت بها كذا وكذا، وهو كاذب.
والثالث: إنسان بايع إمام المسلمين، ولكن ما بايعه لله ولأداء الواجب، واجب السمع والطاعة لا، ولكنه بايعه للدنيا والطمع فيها، فإن أعطاه مراده من الدنيا وفى وسمع، وإن لم يعطه ما أراد شق العصا وفتح باب الفتنة وحرك الشر ودعا إلى الانشقاق والاختلاف والثورات، فهذا بشر المنازل، وهو متعرض لغضب الله ولهذا العذاب الشديد الذي أوعد الله به هؤلاء الثلاثة.
أيها المسلم: إن الخيانة والغش والخداع من صفات أهل النفاق الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام، فهم أعداء للمسلمين يخدعونهم ويؤذونهم ويغشونهم ويخونونهم لبغضهم لهم وعدائهم لهم بالباطل، فإياك أن تشابه أعداء الله المنافقين في الخداع والخيانة، وإياك أن ترضى بهذا السحت من الحرام، وبهذا المال الخبيث الذي يأتيك عن الخداع والكذب والخيانة والغش، فإنه يضرك في الدنيا والآخرة، ومن أسباب نزع البركة حتى يكون مالك شر عليك، وإن كثر تكون عاقبته وخيمة، ويكون بذلك زادًا لك إلى النار لأنك عصيت فيه ربك وطاوعت فيه نفسك وهواك.
أما المؤمن فإنه يتقي الله ويراقب الله ويؤدي الأمانة، كما قال الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58]، وقال سبحانه في صفة أهل الجنة: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] فالمؤمن يرعى العهد ولا ينقضه ولا يغدر، والمؤمن يرعى الأمانة فلا يخون ولا يخدع ولا يغش أخاه المسلم، ولكنه يؤدي الأمانة وينصح في أقواله وأعماله ومعاملاته، ويحذر الغش في كل شيء.
كثير منا يتعاطى الخيانة في أشياء كثيرة، تجد المقاول يتفق مع صاحب العمارة، صاحب البيت، صاحب الدكان، صاحب المصنع، على شروط وأعمال، ثم هو يحاول أن يغش وأن يخون حتى يتوفر له بعض المال، فلا يؤدي الواجب ولا يفي الشروط، ويحاول أن يبخس ذلك حتى يتوفر له شيء من المال الذي يغضب الله عليه، وينزع بركة ماله، ويجعله في عداد الخونة والغشاشين والمخادعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله تجد الدلال والوكيل في أي عمل في تعمير أو شراء حاجات أو غير ذلك تجده يعتاد الخيانة ويكذب ويغش لماذا؟
حتى يتوفر له شيء من المال، فيأخذ المال الكثير ممن وكله ويشتري بالقليل لماذا؟
لما سبق من قصد التوفير وظلم المستحق وبخس حقه، فاتق الله يا عبدالله، اتق الله أيها المسلم واتق الله أيتها المسلمة، كل منا يتقي الله فيما تحت يده، الرجل يتقي الله، والمرأة تتقي الله، فلا يجوز لأحد أن يخون أو يغش أو يخادع، بل على كل إنسان على الرجل والمرأة المؤمن والمؤمنة أن يؤدي الأمانة، وأن يحذر الخيانة، وأن يبتعد عن الغش والتلبيس والخداع في جميع الأعمال، لا مع الزوج، ولا مع الزوجة، ولا مع الناس، وبذلك تصلح الأحوال وتستقيم الأمور ويأخذ المؤمن حقه بالتمام والكمال، فيأكل حلالا، ويعطي حلالا، ويرضي ربه، ويغضب شيطانه، ويظن به الخير، وتحسن المعاملة معه.
فإن المؤمن إذا أدى الأمانة ونصح وظهر ذلك للناس استحبوا معاملته وتسابقوا إليه، فحصل له من الخير والفائدة والربح وأكل الحلال والسلامة من الحرام ما لا يخطر على باله، كل ذلك من أسباب نصحه وأدائه الأمانة وصدقه وابتعاده عن الخيانة وعن سائر الأخلاق الرذيلة.
والله هو ولي التوفيق،
==============
أنواع الغش وصوره
1- الغش في البيع والشراء وغيرها من المعاملات المالية:
كأن يَحصُل الشخص على المال بطرق محرمة، إمَّا عن طريق الكذب، أو كتمان عيب السلعة، أو البخس في ثمنها، أو التطفيف في وزنها، أو خلط الجيِّد بالرديء، وغيرها من الطرق المحرمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني )).
قال ابن حجر الهيتمي مبينًا هذا النوع من الغش في البيع والشراء: (الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع، أو مشتر فيها شيئًا، لو اطلع عليه مريد أخذها ما أخذها بذلك المقابل) .
وما أكثر (ضروب الغشِّ والاحتيال، كما يقع من السماسرة من التَّلبيس والتَّدليس، فيزيِّنون للناس السلع الرديئة، والبضائع المزجاة، ويورطونهم في شرائها، ويوهمونهم ما لا حقيقة له، بحيث لو عرفوا الخفايا ما باعوا وما اشتروا) .
وقال ابن تيمية: (والغش يدخل في البيوع بكتمان العيوب، وتدليس السلع، مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرًا من باطنه، كالذي مرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر عليه. ويدخل في الصناعات مثل الذين يصنعون المطعومات من الخبز، والطبخ، والعدس، والشواء وغير ذلك، أو يصنعون الملبوسات كالنسَّاجين، والخيَّاطين، ونحوهم، أو يصنعون غير ذلك من الصناعات، فيجب نهيهم عن الغش والخيانة والكتمان) .
2- غش الرَّاعي للرَّعيَّة، وغش الرَّعيَّة للرَّاعي:
فغش الرعية للراعي يكون بمدحه وإطرائه بما ليس فيه؛ كأن يذكروا له أعمالًا وإنجازات لم يعملها، أو بعدم نصحه إذا رأوا منه منكرًا، وغير ذلك.
وأما غش الراعي للرعية:
ويقصد بالراعي: الرؤساء، والحكام، والمدراء، والرجل في أهله، وغيرهم ممن لهم الرعاية على الناس، ويكون الغش بظلمهم، وعدم النصح لهم.
فعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة )).
قال ابن القيم: (وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء) .
وقال ابن عثيمين: (السبب التاسع من الأسباب التي يستحق فاعلها دخول النار دون الخلود فيها: الغش للرعية، وعدم النصح لهم، بحيث يتصرف تصرفًا ليس في مصلحتهم، ولا مصلحة العمل، لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة ))،
3- الغش في القول:
وذلك عند إدلاء الشاهد بالشهادة، فيشهد بشهادة فيها زور وبهتان وكذب، ونحو ذلك.
4- الغش في النصيحة:
ويكون الغش في النصيحة، بعدم الصدق، والإخلاص فيها، وهذا من علامات المنافقين.
فعن جرير بن عبد الله، قال: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم )) .
وعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم )) .
5- الغش في تعلُّم العلم:
كأن يغش في الامتحانات ويحصل على شهادة لا يستحقها، وقد يتبوأ بها منصبًا، وهو ليس أهلًا لذلك المنصب، وبهذا الغش يخرج جيل جاهل، غير مؤهل لقيادة الأمة.
وقد تكلم بعض العلماء عن هذا الجانب من الغش؛ نذكر من ذلك:
سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء؛ مفاده: ما حكم من يغش في امتحانات الدراسة كمواد الكيمياء والطبيعة؟
فكان رد اللجنة ما يلي: الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها، وفاعله مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من غشنا فليس منا )). ولا فرق في ذلك بين كون المواد الدراسية دينية أو غير دينية .
وقال ابن باز: (الغش محرَّم في الاختِبارات، كما أنَّه محرَّم في المعاملات، فليس لأحدٍ أن يغشَّ في الاختِبارات في أيَّة مادَّة، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكُه في الإثم والخيانة) .
وقُدم له سؤال مفاده: ما قولُكم فيمَن يقول: إنَّ الغشَّ حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعيَّة، ويكون مباحًا إذا كان في غيرها؛ كاللغة الإنجليزية، أو التاريخ، أو الرياضيات، أو الهندسة، أو نحوها؟
فقال: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن غشنا فليس مِنَّا ))، وهذا لفظ عام، يعمُّ الغش في المعاملات، وفي النصيحة والمشورة، وفي العلم بجميع مواده؛ الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرِّس فعل ذلك، ولا التساهُل فيه، ولا التغاضِي عنه؛ لعموم الحديث المذكور وما جاء في معناه، ولما يترتَّب على الغشِّ من المفاسِد والأضرار والعَواقِب الوخيمة) .
وقال ابن عثيمين: (وإنَّ مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثًا، أو رسائل يحصلون على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب، فيقول لشخص حضِّر لي تراجم هؤلاء، وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين أو ما أشبه ذلك، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة، ومخالف للواقع، وأرى أنَّه نوع من الخيانة؛ لأنه لابد أن يكون المقصود من الرسالة هو الدراسة والعلم قبل كل شيء، فإذا كان المقصود من ذلك الشهادة فقط، فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يجب؛ لهذا أحذر إخواني الذي يحققون الكتب، أو الذين يحضِّرون رسائل على هذا النحو، من العاقبة الوخيمة...) .
وسئل فضيلته أيضًا: ما نصائحكم للطلبة في أيام الامتحانات والإجازات؟
فأجاب بقوله: (نصيحتي للطلبة في أيام الامتحانات، وفي غير أيام الامتحانات وفي الإجازة: أن يتقوا الله عزَّ وجلَّ، وأن يخلصوا له النية في طلب العلم، وأن يؤدوا الأمانة في الامتحانات بحيث لا يحاول أحد منهم الغش، لا لنفسه ولا لغيره؛ لأنه مؤتمن، ولأن من نجح بالغش فليس بناجح في الحقيقة، ثم إنه يترتب على غشه أنه سينال بشهادته مرتبة لا تحل إلا بالشهادة الحقيقة المبنيَّة على الصدق، والإنسان إذا لم ينجح إلا بالغش، فإنه لم ينجح في الحقيقة، ثم إنَّه سوف يكون فاشلًا ليتولى منصبًا يتولاه من حصل على الشهادة التي غش فيها، إذ أنَّه ليس عنده علم، فيبقي فاشلًا في أداء مهمته، ولا فرق في ذلك بين مادَّة وأخرى، فجميع المواد لا يجوز فيها الغش، وما اشتهر عند بعضهم بأنَّه يجوز الغش في بعض المواد فإنه لا وجه له)
.
6- عدم الوفاء بالعقود:
كالعقود التي تعمل في الإنشاءات والمقاولات، وغيرها من المعاملات التي أبرمت فيها العقود، فعدم الوفاء بها يعتبر من الغش المحرم، والله سبحانه يأمر بالوفاء وعدم الغش حيث يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة: 1].
7- ومن صور الغش أيضًا: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الإنكار على الأصحاب والأقارب محاباة لهم ومداهنة.
فحق هؤلاء على المسلم أن ينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فإن لم يفعل فقد غشهم.
انظر أيضا: الروابط الي موقعها:
معنى الغش لغةً واصطلاحًا.
ذم الغش والنهي عنه.
أقوال السلف والعلماء في الغش .
آثار الغش.
==============
غش
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
----------------
لغة
الغش: بكسر الغين نقيض النُّصْح وهو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَرْوَى بِهِ غَيْرُ غَشَشْ (أ)
وقد غَشَّه يَغُشُّه غِشّاً: لَمْ يَمْحَضْه النَّصيحة؛ واستَغَشّه واغْتَشّه: ظنّ به الغِشَّ، وهو خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ واغْتَشَشْتُ فلانا أي عَدَدْته غَاشًّا؛ وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. والغِشَاش: أوّل الظُّلْمَة وآخرها. وَلَقِيَهُ غِشاشا وغَشاشا أي عند الغروب. والغَشاش والغِشاش: العَجَلة. يقال: لقيته على غِشاش وغَشاش أَي على عَجَلة؛ والغَشَشُ: المَشْرب الكدِرُ.وشِرْبٌ غشاشٌ، بالكسر: قليل، أو عَجِل، أو غير مَرِيء. وأغْشَشْتُهُ عن حاجته: أعْجَلْتُهُ.
عند الأصوليينوضع ابن حجر الهيتمي تعريفا للغش فقال: الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع، أو مشتر فيها شيئًا، لو اطلع عليه مريد أخذها ما أخذها بذلك المقابل.وقال ابن تيمية: والغش يدخل في البيوع بكتمان العيوب، وتدليس السلع، مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرًا من باطنه،والدليل ما جاء في صحيح مسلم: وحدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني.
في الشرائع السماوية الأخرى
جاء في سفر التثنية: "كل من عمل غشا مكروه لدى إلهك"
(التثنية 25: 16)
والغش حسب قاموس الكتاب المقدس: غش صاحبه غشًا: زيَّن له غير المصلحة، وأظهر له غير ما يضمر. والمغشوش: غير الخالص
في القانونالغش خداع مقرون بسوء النيّة وقصد الإضرار بالآخرين. والغش في البضاعة هو تغيير في جوهر أو كمية الشيء المصرح به عن طريق الخداع أو التزييف أو التدليس بطريقة مخالفة للقانون أو الأعراف المهنية والتجارية. والغش الضريبي هو أي عمل غير قانوني يؤدي إلى التهرب من الالتزام الضريبي، وهو يختلف عن التهرب الضريبي ففي التهرب الضريبي تستغل الثغرات القانونية لتجنب أداء الضريبة.أما الغش نحو القانون فهو مصطلح قانوني حديث، يقصد به لجوء أحد المتقاضين إلى تغيير ضابط الإسناد للتهرب من قانون معين والتقاضي بقانون آخر. كاللجوء إلى تغيير الجنسية للحصول على الطلاق، عندما يكون الطلاق غير قانوني في البلد الأصلي.
محتويات
1 لغة
2 عند الأصوليين
3 في الشرائع السماوية الأخرى
4 في القانون
5 هوامش
6 اقرأ ايضًا
7 مراجع
8 اقرأ أيضاً
الغش التجاري
تعريفات
المنتج المغشوش
- كل منتج دخل عليه تغيير أو عبث.
- كل منتج غير مطابق للمواصفات القياسية المعتمدة.
- المنتج الفاسد وغير الصالح للاستعمال أو الاستهلاك الآدمي أو الحيواني.
- المنتهية فترة صلاحيته المدونة عليه.
- إذا ظهر عليه مظاهر الفساد أو التلف.
- إذا تغيرت خواصه الطبيعية أو مكوناته من حيث الشكل أو اللون أو الطعم أو الرائحة.
- اذا احتوى المنتج على الديدان أو اليرقات أو الحشرات.
- ظهور نتيجة فحص المنتج بعدم الصلاحية.
- الخداع
- يكون الخداع في المنتج بوصفه أو عرضه أو تسويقه بمعلومات كاذبة أو خادعة أو مضللة بما يخالف حقيقته
- كميته
- وزنه
- كيله
- مقياسه
- مقياسه
- طاقته
- عياره
القيام بكل أو بعض من الحالات التالية تعد مخالفة لأحكام نظام مكافحة الغش التجاري:
حيازة أو عرض أو بيع منتج مغشوش بقصد المتاجرة، أو تصنيع منتجاً مخالفاً للمواصفات والمقاييس المعتمدة، أو استعمال آنية، أو أوعية، أو أغلفة، أو عبوات، أو ملصقات مخالفة للمواصفات والمقاييس المعتمدة.
يحظر على التاجر التصرف في المنتج المشتبه به قبل ظهور نتيجة الفحص بإجازته.
يحظر منع مأموري الضبط القضائي من تأدية وظائفهم في التفتيش والضبط.
العقوبات
ثانيا قانونا {كل بلد لها قانونها}
يترتب على ثبوت غش المنتج مصادرته وإتلاف السلع المغشوشة وكذلك مصادرة الأدوات التي استعملت في الغش أو الخداع.
مصادرة وإتلاف السلع
سجن 3 سنوات
غرامة 1,000,000 ريال
حقوق التاجر
يحق للتاجر استعادة العينات المسحوبة ذات القيمة المادية الكبيرة بعد الفحص عند إمكانية ذلك وثبوت صالحيتها.
يحق للتاجر الصادر بحقه حكم بالإدانة بمخالفة أحكام نظام الغش التجاري التظلم أمام ديوان المظالم للفصل بدعوى المطالبة.
========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق