ب مم وبيسي

مم /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني /التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة /صفائي /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي /الهندسة بأفرعها /لغة انجليزية2ث.ت1. /مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق /عبد الواحد2ث- ت1. /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ /فيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق /فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات / /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني ثانوي.ت1. /ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث  ///بيسو /مدونات أمي رضي الله عنكي /نهاية العالم /مدونة تحريز نصوص الشريعة الإسلامية ومنع اللعب باالتأويل والمجاز فيها /ابن حزم الأندلسي /تعليمية /أشراط الساعة /أولا/ الفقه الخالص /التعقيبات /المدونة الطبية /خلاصة الفقه /معايير الآخرة ويوم الحساب /بر الوالين /السوالب وتداعياتها

Translate الترجمة

الخميس، 30 ديسمبر 2021

منهج الحوار في قصة إبراهيم عليه السلام وكيف رده علي مغالطاتهم

من موقع          

     https://rawaamagazine.com/?p=356    

كتاب المغالطات ورد نبي الله ابراهيم عليها

https://theses.univ-oran1.dz/document/THA2305.pdf

https://rawaamagazine.com/?p=356

 
منهج الحوار في قصة إبراهيم عليه السلام 
لطريقة دعوة الناس دور مهم في التأثير في المدعوّين، وأثر في قبولهم للدعوة أو رفضها، ومن أهم وسائل الدعوة المؤثّرة: حوارُهم ونقاشُهم فيما يريد الشخصُ إيصاَله من أمور، أو لفتُ نظرهم إلى ما هم فيه من مخالفات؛ لذا فقد نقلَ إلينا القرآن الكريم لوحاتٍ من حوار الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم؛ لنستفيد منها ونتعلَّم، ومن تلك الحوارت: حوارتُ الخليلِ إبراهيم عليه السلام
شوال 1441 هـ – يونيو/ حزيران 2020م
مدخل:
أرسل اللهُ نبيَّه إبراهيم عليه السلام إلى قومه في بلاد العراق، فدعاهم إلى عبادة الله وحده، وحذَّرهم من عبادة الأصنام والكواكب والنجوم التي كانت شائعةً بينهم، لكنهم كذَّبوه ولم يستجيبوا له، وعلى الرغم من ذلك فقد استمرَّ في تبليغ رسالته، مُستخدِمًا أساليبَ متنوعة؛ لإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان.
وقد برع عليه السلام في حوار قومه ومناقشتهم أثناء دعوته لهم، حتى كان أسلوبه محطَّ اهتمام الدعاة والمصلحين والباحثين، وخاصة أنَّ الله تعالى أرشدنا إلى اتِّباع ملَّته وطريقته وهديه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إبراهيم إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [البقرة:130].
وفي هذا المقال سنتلمَّس بعون الله وتوفيقه أهم معالم منهج الحوار في قصة إبراهيم عليه السلام، ونلقي الضوء على مرتكزاته، لما لها من أثرٍ جليلٍ في الوصول إلى الطريق القويم، ورضا رب العالمين.
تعريف المنهج والحوار:
تعريف المنهج:
يدل لفظ المنهج على الطريق والوضوح([1])، وقد ورد لفظ المنهج في قوله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة:48].
قال القرطبي: «الشريعة ابتداء الطريق، والمنهاج الطريق المستمر»([2]).
ويُقصد بالمنهج: الطريق الواضح، المبني على أصولٍ ثابتة، وقواعدَ مستقرّة، وضوابط محدَّدة توصل إلى الغاية([3]).
منهج الحوار: الطريقة الواضحة المحدَّدة أثناء المحادثة والمناقشة بين الطرفين على قضية، بهدف الوصول إلى الحق
تعريف الحوار:
يدلُّ لفظ الحوار على مُراجعة الكلام بين جهتين، أو طرفين أثناء المخاطبة([4])، ومنه قوله تعالى: ﴿فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ [الكهف:34]، قال القرطبي: «أي يراجعه في الكلام ويجاوبه»([5]).
ويُقصد به: مناقشةٌ ومحادثةٌ بين طرفين([6]) على موضوعٍ، أو فكرةٍ، أو قضيةٍ للوصول إلى الحق([7]).
والمقصود بمنهج الحوار: الطريقة الواضحة المحدَّدة أثناء المحادثة والمناقشة بين الطرفين على قضية، بهدف الوصول إلى الحق.
الممهدات التي سلكها إبراهيم عليه السلام قبل الشروع في الحوار:
مهَّد الخليل إبراهيم عليه السلام لحواره مع قومه بعدَّة مُمهِّدات تُيسِّر إيصال ما يُريد، وتُعينه على بلوغ أهدافه، وهي كما يلي:
1-سلامة القلب مع النية:
حوار الخلق ودعوتهم إلى الحق تحتاج إلى سلامة القلب، وحسن القصد، وإخلاص النية؛ كي تؤتي أُكلها، قال تعالى: ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ84 إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ﴾ [الصافات:84-85]، فالقلب السليم هو: الذي سَلِمَ من الشرك والشك، وسلم من غش الخلق وحسدهم، ويلزم من سلامته الإخلاص، ومحبة الخير للخلق، لذلك نصح إبراهيم عليه السلام الخلق وبدأ بأبيه وقومه.
وهذا إرشادٌ من ربِّنا جلَّ وعلا للمحافظة على سلامة القلب، وحسن النية، كحال إبراهيم عليه السلام، فقد كان مخلصًا لله تعالى مسلمًا وجهه له ظاهرًا وباطنًا، قاصدًا تعبيد الناس لربهم، وإخراجهم من ظلام الكفر إلى نور الإسلام، محبًا الهداية والخير لهم، فلم يطلب جزاءً من أحدٍ، أو رضًا من ملكٍ عند حواره معهم، قال تعالى: ﴿إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ﴾ [البقرة:131].
قال ابن كثير: «أَمَرَهُ الله بالإخلاص له والاستسلام والانقياد، فأجاب إلى ذلك شرعًا وقدرًا»([8]).
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي ونسكي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 162 لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
2-الرشد:
مقاومة الكفر والطغيان تحتاج إلى التهيئة، وتوطيد النفس على ما سيُواجهها من شبهات، ورفضٍ وصدٍّ وتكذيبٍ وتبدلٍ لأحوال الناس، وربما التعرض للأذى المعنويٍّ أو الجسدي.
من أجل هذا أعطى الله تعالى لسيدنا إبراهيم الرُّشد، تهيئةً له من أجل القضية والرسالة التي سيحملها، وألهمه الهُدى منذ صغره، حتى عرف الحقَّ من الباطل، ولا شكَّ أن هذا سيجعل موقفه أقوى في الحوار والمحاجّة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إبراهيم رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ 51 إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُون﴾ [الأنبياء:51-52].
فالمُحاور لا بدَّ له من تهيئةٍ نفسية ومعنوية، يوطِّد بها نفسَه، وألا يتلبَّس بشيءٍ مما ينهاهم عنه، وأن يتعلَّم الحجَّة، ويسوقَ الأدلة العقلية والنقلية على صحة كلامه ومنطقه قبل أن يشرع في الحوار.
لا بدَّ للمحاور من تهيئةٍ نفسية ومعنوية، يوطِّد بها نفسَه، وألا يتلبَّس بشيءٍ مما ينهاهم عنه، وأن يتعلَّم الحجَّة، ويسوقَ الأدلة العقلية والنقلية على صحة كلامه ومنطقه
3-العلم:
قبل الشروع في الحوار يحتاج الداعية إلى العِلم؛ ليكون على بينةٍ فيما يدعو الناس إليه، وإلا دعاهم إلى الضلالة، وهذا من المعاني في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
وقد تمكَّن إبراهيم عليه السلام بعلمه وفهمه وإدراكه لحال أبيه وقومه أن يُقيم عليهم الحجَّة، ويبيِّن لهم بالبراهين ما هم فيه من ضلال، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبراهيم عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام:83].
4-التقديم بالأسئلة:
انتقل الخليل إبراهيم عليه السلام -بعد أن حقَّق العلم والفهم- إلى الاستفسار والسؤال، مقدمةً قبل الدخول في الحوار، ولهذا الأسلوب فوائد عدَّة منها: استطلاع ما عند الطرف الآخر حتى يتهيّأ للجواب المناسب، ومنها التمهيد قبل الولوج مباشرة إلى صُلب الحوار، ومنها إظهار ضعف حجة الخصم من خلال جوابه، ومنها التركيز في الحوار حتى لا يتشعب.
وهنا لفتة جميلة في الحوار؛ أنّ بعض المحاورين يهجُمون على الطرف المقابل مباشرة من دون معرفة طبيعته أو المنطلق الذي ينطلق منه، فيقعون بحرجٍ وأخطاء، فلا يصلون إلى غايتهم.
قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ [الأنبياء:52].
قال ابن عاشور: «وهذا من تجاهُل العارف، استعمله تمهيدًا لتخطئتهم بعد أن يسمع جوابهم فهم يظنُّونه سائلًا مستعلِمًا، ولذلك أجابوا سؤاله بقولهم: وجدنا آباءنا لها عابدين، فإنَّ شأن السؤال بكلمة (ما) أنَّه لطلب شرح ماهية المسؤول عنه.
والإشارة إلى التماثيل لزيادة كشف معناها الدالِّ على انحطاطها عن رتبة الألوهية، والتعبير عنها بالتماثيل يسلب عنها الاستقلال»([9]).
المرتكزات المنهجية لإبراهيم عليه السلام أثناء الحوار:
اعتمد إبراهيم عليه السلام مرتكزات منهجية أثناء حواره لقومه، وهي
1-التلطف أثناء الحوار:
والمقصود بالتلطف في الحوار: ألا يستعمل الشخصُ من الكلام إلا الحَسَن، ولو قابله الآخر بالإساءة والغلظة، وأن يكون رفيقًا ليِّنًا في حواره معه، بهدف إقناعه والوصول إلى قلبه وعقله بعيدًا عن الرفض المرتبط بالشدَّة والدفاع عن النفس.
وقد بيَّن القرآن الكريم هذه الصفة في حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا 42 يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا﴾ [مريم: 42-43].
قال الزمخشري: «انظر حين أراد أن ينصح أباه ويعظه فيما كان متورطًا فيه من الخطأ العظيم والارتكاب الشنيع الذي عصا فيه أمر العقلاء، وانسلخ عن قضية التمييز، كيف رتَّب الكلام معه في أحسن اتِّساق، وساقه أرشق مساق، مع استعمال المجاملة واللطف والرفق واللين والأدب الجميل والخلق الحسن»([10]).
2-التركيز على القضايا الفاصلة والهامة:
تركيز إبراهيم عليه السلام كان واضحًا على القضايا الكبرى؛ وعلى رأسها إفراد الله جل وعلا بالعبادة التي من أجلها خلق الإنسان، وقضايا الإيمان؛ وخاصة يوم القيامة التي سيحاسَب فيه الناس.
قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إبراهيم لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام:74].
المحاور الذي يصرف وقته على الجزئيات لن يُثمر حواره، ولن يصل إلى غايته، وسيُخرجه خصمه من الأمور الرئيسة الهامَّة إلى التيه في الفرعيات، وضياع الوقت والجهد، ثم الانصراف عن أساس الدعوة.

فالجزئيات والفرعيات كثيرة لا تنتهي، والمحاور الذي يصرف وقته على الجزئيات لن يُثمر حواره، ولن يصل إلى غايته، وسيُخرجه خصمه من الأمور الرئيسة الهامَّة إلى التيه في الفرعيات، وضياع الوقت والجهد، ثم الانصراف عن أساس الدعوة.
3-التركيز على المفهوم لا المثال:
نجد هذا في حوار إبراهيم عليه السلام مع النمرود، حيث أراد أن يُثبت كذب ادعاء النمرود للربوبية، وأنَّ الله هو الربُّ لا ربَّ سواه، فضرب له مَثَلَ الإحياء والإماتة، فلما أراد أن يُجادله فيه انتقل إلى غيره مما لا يملك أن يُجادل فيه، وهو إخراجُ الشمس من المشرق، مع أنَّ جداله في الإحياء والإماتة مُتهافت، لكن لمّا كان من الممكن أن يَصل إلى مُراده بما لا يستطيع أن يشاغب عليه خصمه انتقل إليه، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إبراهيم فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إبراهيم فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة:258].
4-الوضوح في الطرح:
خاطب إبراهيم عليه السلام أباه وقومه بطريقة واضحة لا لبس فيها، على أنَّ عبادتهم متهافتة، ومعبوداتهم ضعيفة لا تستحق العبادة، دون مجاملة ولا تزييف ولا مداهنة، فقال لهم: ما هذه التماثيل التي مثلتموها، ونَحَتُّموها بأيديكم، على صور بعض المخلوقات ثم أنتم مقيمون على عبادتها؟ وأي فضيلةٍ ثبتت لها؟ وأين عقولكم، التي ذهبت حتى أفنيتم أوقاتكم بعبادتها؟ فهذا من أكبر العجائب أنكم تعبدون ما تنحتون([11])، قال تعالى: ﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ 95 وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:95-96].
5-التدرج في الحوار:
تدرَّج إبراهيم عليه السلام في حواره لكي يصل إلى غايته وهدفه الذي رسمه، بدأ بالاستفسار، ثم بيَّن لهم حقيقة ما يعبُدون من دون الله، وبعد ذلك أراد أن يُبرهن لهم عمليا على عجز الأصنام التي عبدوها من دون الله، ليصلوا إلى دليل الوحدانية.
قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ 70 قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ 71 قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ 72 أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ [الشعراء:70-73].
6-إعطاء الفرصة للطرف الآخر في الحوار ليعبِّر عن رأيه:
في جميع المشاهد الحوارية كان إبراهيم عليه السلام طارحًا لعقيدته ومنهجه، مستمعًا وطالبًا لإجابتهم ودفاعهم عن عقيدتهم، محاوراً مناقشاً لهم في تلك الإجابة، مبيناً لهم زيف عقيدتهم وبطلانها، فالمحاور الذي لا يستمع أكثر مما يتكلم، سيُشعر الطرف الثاني بالغبن وعدم العدل، وقد يدفعه ذلك لادعاء أنَّه لم يأخذ حقه في عرض وجهة نظره أو دفاعه عن نفسه، ومن ثم قد لا يكون لحواره قبول عنده، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ 70 قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ 71 قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ 72 أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ 73 قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء:70-74].
7-التنزُّل في الحوار مع الخصم:
لما كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الأصنام والكواكب، أراد أن يُرشدهم إلى التوحيد عن طريق النظر والاستدلال وإعمال العقل في ملكوت الله، فأرشدهم إلى التفكير فيما يشابهم فكرهم وثقافتهم الدينية، منبهاً لهم خطئها، وقد اتخذ طريقة إظهار مسايرتهم في اعتقادهم ثم نقض هذا المعتقد من داخله بإظهار تناقضه وضعفه وتهافته، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾ أي: ستره بظلامه، ﴿رَأى كَوْكَبًا﴾ قيل الزهرة، ﴿قالَ هذا رَبِّي﴾ قال لقومه على سبيل التنزُّل إلى قول الخصم: هذا ربي، وإن كان هذا القول فاسدًا، فإنَّ المستدلَّ على فساد قولٍ يحكيه على ما يقوله الخصم، ثم يُبيِّن له الفساد الذي هو فيه، وهذا الأسلوب أقرب إلى استيعاب الخصم ورجوعه، ﴿فَلَمَّا أَفَلَ﴾ أي: غاب، ﴿قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ فضلًا عن عبادتهم فإنَّ التغيَّر بالاستتار والانتقال يقتضي الإمكان والحدوث وهذا ينافي الألوهية([12]). ثم استمرَّ في بيان منافاة استحقاق بقية الكواكب للألوهية لذات الأسباب، إلى أن وصل بهم إلى النتيجة: ﴿يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾؛ لأنَّه لما انتفى استحقاقُ الألوهية عن أعظم الكواكب التي عبدوها فقد انتفى عما دونها بالأحرى.
فالمحاور لا حرج عليه أن يرخي العنان للخصم ليصل به إلى قبول الحجة، ولا ينفر من أول وهلة.
الاستدلال على فساد القولٍ بحكايته على ما يقوله الخصم ثم بيان فساده ومخالفته للمنطق والحجج والبراهين أقرب إلى استيعاب الخصم ورجوعه
8-الثبات على الحق والثقة فيه:
أعلنَ إبراهيم عليه السلام براءته من الأصنام التي يعبدونها، وعداوته لها، دون تحفُّظ ولا تردُّد: ﴿قالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ 75 أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ 76 فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء:75-77].
وقال تعالى: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:79].
وهذا إرشاد لمن تصدَّر الحوار أن يكون الثبات على الحق والثقة فيه حاضرة في جميع مراحله.
9-الارتكاز والاستناد إلى الدليل:
ركّز إبراهيم عليه الصلاة والسلام في حواره على ثلاثة أدلة:
دليل الفطرة: فطر الله الناس على دين التوحيد والتوجه بالعبادة إلى الخالق جل وعلا، ومحبة الخير وكراهة الشر، لذا استند إبراهيم عليه السلام إلى هذه الفطرة في حواره مع قومه لإعادتهم وتذكيرهم بالفطرة السليمة على وجود الله وعبادته ونبذ عبادة الأصنام والكواكب، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ 78 وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ 79 وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 80 وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ [الشعراء: 78-81].
ففي هذه الآيات تنبيه ولفت الأنظار من إبراهيم عليه السلام إلى الخالق والرازق والشافي، وهي لفتات تُحرك الشعور وتُعيد الإنسان إلى فطرته الأصيلة.
دليل العقل: انطلق إبراهيم عليه السلام في حواره مع قومه من الدليل العقلي، واستخدم الحجج العقلية في نقض بنيان عقائدهم الباطلة، فالأوثان التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر لا تستحق العبادة لعجزها وافتقارها لمن يرعاها، وذلك يُعرف بالعقل والمنطق، فكيف تعبدونها؟ وتتركون عبادة الله الذي خلقها ودبَّر شؤون الخلق جميعاً؟!
قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبراهيم 69 إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ70 قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ 71 قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ 72 أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ [الشعراء:69-73].
دليل الحس: حطَّم إبراهيم عليه السلام الأصنام إلا صنمًا كبيرًا نَسَبَ إليه تحطيم الأصنام، وطالب قومَه بأن يسألوا الأصنام عمن قام بهذا العمل، ليُثبت لهم حسيا، أنَّ ما يعبدون من دون الله لا يستطيعون الكلام ولا الدفاع عن أنفسهم، لا يستحقون التقديس والعبادة، لأنهم عاجزين بالفعل عن الانتصار لأنفسهم، فكيف سينتصرون لغيرهم؟!
قال تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء: 58].
والمحاور القوي هو الذي ينطلق في حواره بالاعتماد على الأدلة والبراهين التي تُثبت دعواه، فيرتكز عليها وتكون سندًا له.
ركّز إبراهيم عليه الصلاة والسلام في استدلالاته أثناء حواره على ثلاثة أدلة: 1.دليل الفطرة. 2.دليل العقل. 3.دليل الحس.
10-استدراج الخصم لإظهار تهافت دليله:
هذا ما رأيناه من إبراهيم عليه السلام يوم ذهب قومه إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم، فقام بكسر أصنامهم بفأس وترك عَظيمهم دون كسر، ولم يتعرَّض له بشيء، وعلق الفأس في عنقه لعلهم إليه يرجعون ويرون ما فعل بغيره، فقالوا لإبراهيم: أأنت فعلت هذا بآلهتنا؟ قال: بل عظيمهم هو من حطم تماثيلكم، واسألوهم إن كانوا يتكلمون! عندها عادوا إلى صوابهم، وقالوا لأنفسهم: أنتم الظالمون بعبادتكم من لا ينطق([13]).
قال تعالى: ﴿قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إبراهيم (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنبياء: 62-64].
كما ظهر في استدراجه لهم في الحديث عن ألوهية الكواكب، مع النمرود في إثبات عدم استحقاقه بالعبودية.
11-إقامة الحجة:
وهذا ما كان من إبراهيم عليه السلام في العديد من المواقف، فبعد أن حاور وعرض دعوته بطريقة هادئة، انتقل إلى إقامة الحجَّة عندما قوبل بالتكذيب والرفض، كما فعل مع الملك الطاغية في إقامة الحجّة عليه بعبوديته لله وضعفه، ووحدانية الله وعظمته وتفرده بتدبير هذا العالم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إبراهيم فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إبراهيم فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 258].
12-المفاصلة مع الباطل عند وضوحه:
وقد لجأ إليها إبراهيم عليه السلام في نهاية حواره ومناظرته عندما ظهر له عدم قبول الحق والتمسك بالباطل، فأعلن المفاصلة مع الباطل والبراءة منه، كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ 78 إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:78-79].

وقوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبراهيم وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة:4].
منهج إبراهيم بعد الحوار:
بعد أن انتهى الخليل عليه السلام من حواره مع قومه، عمل بما يمكن للداعية أن يعمل به بعد ظهور الرفض لدعوته، ومن ذلك:
1-الدعاء بالهداية:
وذلك لأنَّ الخصومة كانت في سبيل الله، ليست لمصالح شخصية، ولا أطماع مادية، فبقي حب الهداية في قلبه حتى مع المفاصلة، وقد خصَّ بذلك اباه لما له من قرابة ورحم، قال تعالى: ﴿قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إبراهيم لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ [مريم:46-47].
ومعنى قوله تعالى: ﴿سَلامٌ عَلَيْكَ﴾ أي: ستَسْلم من خطابي إياك بالشتم والسبِّ وبما تكره، ومعنى: ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ أي: لا أزال أدعو الله لك بالهداية والمغفرة، بأن يهديك للإسلام، الذي تحصل به المغفرة، فلم يزل يستغفر إبراهيم لأبيه رجاء أن يهديه الله، فلمَّا تبين له أنَّه عدو لله، وأنه لا يفيد فيه شيئًا، ترك الاستغفار له، وتبرأ منه([14]).
عندما تكون الخصومة في سبيل الله ليست لمصالح شخصية، ولا أطماع مادية، يبقي حب الهداية في قلب الداعية حتى مع المفاصلة
2-الصبر على الأذى الذي يقع بعد الحوار:
ينال الداعية في كثير من الأحيان الأذى بالقول أو الفعل، وخاصة إذا انقطعت حُجَّة الطرف الآخر، وهذا ما وقع لإبراهيم عليه السلام حينما انقطعت حُجَّة قومه، فقد أخذتهم العزة بالإثم وانصرفوا إلى طريق الغشم والغلبة، وقالوا حرِّقوه([15]).
قال تعالى: ﴿قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾ [الأنبياء:68-69].
فصبر على ذلك، وأوكل أمره لله تعالى ولجأ إليه، مفوضاً أمره إليه، فكان بعد العسر يسرًا، وبعد الصبر الفرج، والغلبة لأهل الحق في الدنيا والآخرة.
الخاتمة:
إنّ قصة إبراهيم عليه السلام مرجعٌ في الحوار، فمن أراد أن يتصدَّر هذا الفن فعليه أن يستعين بما ورد فيها من طرائق ومرتكزات؛ لكي ينجح ويصل إلى غايته في نقل الناس إلى الهداية والسلامة، ويكون على الطريق القويم.
[1] مقاييس اللغة، لابن فارس (5/ 331).
[2] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (6/ 211).
[3] أبجديات البحث في العلوم الشرعية، فريد الأنصاري ص(40).
[4] لسان العرب، لابن منظور، (4/ 217 – 223).
[5] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (10/ 403).
[6] الطرفين: ربما شخصين أو أكثر أو فريقين أو شخص وفريق.
[7] أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه وتطبيقاته التربوية، عدنان بن سليمان الجابري، ص (39)، والحوار الإسلامي المسيحي، بسام عجك، ص(20).
[8] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، (1/ 446).
[9] التحرير والتنوير، لابن عاشور (17/ 94).
[10] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، للزمخشري، (3/ 19).
[11] ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص(525 ).
[12] التحرير والتنوير، لابن عاشور، (7/ 317).
[13] {قال بل فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} أسند الفعل إليه تجوّزا وتعريضًا لهم بأن الصنم المعلوم عجزه عن الفعل لا يكون إلها، وإنما هو متسبب لما حصل، والقصد تبكيتهم وإلزامهم الحجة وحملهم على ترك الوثنية، أو للاستهزاء بهم، ولهذا قال: {فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ} أي: اسألوا هذه الأصنام عن الفاعل الذي كسرها إن كانوا يقدرون على النطق، وما روي في الصحيحين أنه صلّ الله عليه وسلم قال: «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات» تسميةً للمعاريض كذبًا، لما شابهت صورتها صورته. ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، (5/ 349)، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (11/ 300).
[14] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص(494).
[15] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (11/ 303).

منهجية إبراهيم عليه السلام في الدعوة إلى الله ورد مغالطاتهم

من الألوكة 

 منهجية إبراهيم عليه السلام في الدعوة إلى الله

دعوة إبراهيم لتوحيد الله 
 علي قومه الكفار عبدة الأصنام



الخطبة الأولى

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، نحمده حمداً لا يحدّ، ونشكره شكراً لا يعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أرسله هدى ورحمة للعالمين، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن جد في متابعته واجتهد.



من الصفات التي أثبتها الله ربنا سبحانه لنبيه إبراهيم عليه السلام، نضوج العقل والرشد والحكمة وصفاء وسلامة القلب، فقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 51].



فمع الدرس الثالث من قصة إبراهيم "منهجية إبراهيم في الدعوة إلى الله"....




بعد إقامة الحجة على أبيه وعبدة النجوم والكواكب، يعود إبراهيم ليقيم الحجة على عبدة الأصنام، ومن ألهمه الحجة في الأولى والثانية يلهمه الحجة في كل مرة، ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 83].



إبراهيم عليه السلام، أراد أن يوقف قومه على صدق دعوته وحقيقتها علّهم يتوبون إلى رشدهم ويرجعون عن غيّهم، فدعاهم عليه السلام إلى عبادة الله وحده وتركِ عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر، قال تعالى ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 16، 17].



فإبراهيم عليه السلام أراد أن يحرر قومه من عبادة الأصنام، ويخلصهم من الخرافات والأساطير، فسلك في إقناع قومه مسلك المساءلة عن جدوى أصنامهم، هل تنفع أو تضر، هل تسمع فتجيب، فما وجد إلا التبعية العمياء كما قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 69 - 74].



﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ ، ﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ وهذا استفهام للتوبيخ، كما وبخهم بقوله ﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 87] إذا عبدتم غيره، هل تظنونه ناقصا لا يستحق أن يعبد وحده، أو غافلا عن عملكم فيدعكم بدون عقوبة، أو أنه يرضى بأن يعبد معه غيره؟!..



أي شيء ظننتم بهذا الرب الذي له الأولى والآخرة؟ له الحمد كله، الذي خلق السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن؟ فهو الخالق لا خالق سواه، هو المالك لا مالك سواه، هو المدبر جل وعلا لهذا الكون، فما من حركة ولا سكون إلا بأمره جل وعلا، هو سبحانه وبحمده الأول الذي ليس قبله شيء، وهو جل وعلا الآخر الذي ليس بعده شيء، وهو سبحانه وبحمده الظاهر الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء..



ما ظنكم بهذا الرب الذي هذه بعض من صفاته؟ فكيف تعظمون غيره، وتصرفون العبادة لسواه، وهو جل وعلا قد أمركم بعبادته، وفطركم على ألا تعبدوا سواه، بل أخذ الميثاق عليكم وأنتم في ظهور آبائكم ألا تعبدوا إلا إياه جل وعلا؟



فظنكم هذا ظن خاطئ، وهذا من جهلكم وسخافة عقولكم..



ما ظنكم بهذا الرب العظيم الكريم حتى عصيتم أمره وأعرضتم عن شرعه وخالفتم أوامره؟

﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 87]؟ سؤال يبعث في القلب تعظيم الرب جل جلاله وينبه العبد إلى عظيم قدرته سبحانه.



ما ظنكم برب العالمين؟ سؤالٌ يستوقف كل سامع ليُشْهِدَهُ تقصيره في حق الرب العظيم الكريم



ما ظنكم برب العالمين؟ الذي قال عن حقه وحال عباده مع هذا الحق: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].



﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾؟. فأفاضوا في الحديث، وأطالوا في الجواب، معتزين متبجحين بما يعبدون: ﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ [الشعراء: 71]، كانوا يسمون أصنامهم آلهة، وكانوا لا يملكون إنكارا أنها أصنام نحتتها وعمِلَتها أيديهم من الحجر أو الخشب، ومن تم يعكفون ويدأبون على عبادتها، وهذه قمة السخافة والجهل...



فالعقيدة متى زاغت وانحرفت، لم يفطن أصحابها إلى ما تنحط إليه عبادتُهم وتصوراتُهم بل حياتُهم كلها!.



ويأخذ إبراهيم عليه السلام في إيقاظ قلوبهم الغافية، وتنبيه عقولهم المتبلدة، إلى هذا السخف الذي يزاولونه، وإلى تلك الجهالة التي يتبعونها دون وعي ولا تفكير: ﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ [الشعراء: 72، 73]، هل يسمعون ويستجيبون لدعائكم، ويفرجون مصائبكم، ويزيلون عنكم كل مكروه؟



لم يجد القوم جوابا، فهم لا يشكون في أن إبراهيم إنما يتهكم من آلهتهم المزيفة ويستنكر عبادتهم لها، فهم لا يملكون حجة لدفع ما يقول، حتى إذا تكلموا، كشفوا عن التحجر الذي يصيب المقلدين بلا وعي ولا تفكير، فالأصنام لا تسمع من توجه إليها بالدعاء، ولا تنفع من عبدها، ولا تضر من كفر بها، لذلك لم يجدوا ردا ولا حجة إلا أن قالوا: ﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 74].



إقرار من القوم بأن آلهتهم لا تسمع ولا تبصر ولا تملك ضرا ولا نفعا، اعترفوا بأنهم ما عبدوا هذه الأصنام، إلا اقتداء بأسلافهم واتباعا لآبائهم، فكانوا بذلك بعيدين عن النظر الصحيح والتفكير السليم فقالوا: ﴿ بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ وجدنا آباءنا يفعلون ذلك فتبِعناهم، وسلكنا سبيلهم وحافظنا على عاداتهم.



إنه جواب مخجل، وهو جواب يدل على التحجر العقلي والنفسي داخل قوالب التقليد الميتة، في مقابلِ حريةِ الإيمان وانطلاقه للنظر والتدبر، وتقويم الأشياء والأوضاع بقيمها الحقيقية لا التقليدية... فالإيمان بالله طلاقة وتحرر من القداسات الوهمية التقليدية، والوراثات المتحجرة التي لا تقوم إلا على هذا ﴿ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ [لقمان: 21]، وقوم إبراهيم قالوا: وجدنا آباءنا لها عابدين! لم يخجلوا أن يقولوا ذلك، فهم يعيشون تحجرا عقليا ونفسيا وبلادة فكرية يحتاجون معها إلى هزة قوية تردهم إلى التفكير والتحرر والانطلاق.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.



أمام تحجر العقول وبلادة الأفكار وسخافة المعتقدات، إبراهيم على حلمه وحكمته لم يجد اتجاه قومه إلا أن يهزهم بقوة، ويعلن عداوته للأصنام وللعقيدة الفاسدة التي تسمح بعبادتها لمثل تلك الاعتبارات.



﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ﴾ [الشعراء: 75 - 77].



إبراهيم لم يمنعه أن يفارق بعقيدته أباه وقومه، وأن يجاهر بعدائه لآلهتهم وعقيدتهم هم وآباؤهم، إذ لا مجاملة في العقيدة لوالد ولا لقوم ولا لعشيرة، فالرابطة الأولى هي رابطة العقيدة، والقيمة الأولى هي قيمة الإيمان، وأن ما عداه تبع له يكون حيث يكون، قال ربنا سبحانه ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [التوبة: 23].



﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 77] لماذا هذا الاستثناء؟ لماذا استثنى إبراهيم من عدائه رب العالمين مما يعبدون هم وآباؤهم الأقدمون؟ ومن رب العالمين؟ الجواب، ﴿ إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 77 - 82].



إبراهيم عليه السلام يبين بوضوح صفات الإله الذي ينبغي أن تكون له العبادة.



وهو يبين هذه الصفات، ويسترسل في تصوير صلته به، نستشعر من إبراهيم أنه يعيش بكيانه كله مع ربه، وأنه يتطلع إليه في ثقة، ويتوجه إليه في حب، وأنه يصفه كأنه يراه، ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴾، فهو المنفرد بنعمة الخلق، ونعمة الهداية للمصالح الدينية والدنيوية، هو الذي أنشأني من حيث يعلم ولا أعلم، فهو أعلم بماهيتي وتكويني، ووظائفي ومشاعري، وحالي ومآلي، ﴿ فَهُوَ يَهْدِينِ ﴾ إليه، وإلى الطريق السوي الذي أسلكه، وإلى النهج الصحيح الذي أسير عليه، إنه الاستسلام المطلق في طمأنينة وراحة وثقة ويقين.... فهل فعلت الأصنام وهل تفعل شيئا من هذا؟



فهي الكفالة المباشرة الحانية الراعية، يحسُّ بها إبراهيم في حياته كلها، فالله هو وحده المنفرد بذلك، لذا يجب أن يفرد بالعبادة والطاعة، وتترك الأصنام التي لا تخلق ولا تهدي ولا تشفي ولا تُطعم ولا تسقي ولا تميت ولا تُحيي، ولا تنفع عابديها بكشف الكروب ولا مغفرة الذنوب.



فالرب الذي ينبغي أن يعبد هو الذي خلق الإنسان، والذي إليه يعود أمر هذا الإنسان دون الأصنام، سواء كانت أصناما من حجر يصنعها الإنسان بيده أو كانت أصناما بشرية من سائر أفراد البشر الذين لا يملكون لا حولا ولا قوة، وإن تجبروا على الناس وتسلطوا عليهم.



إبراهيم عليه السلام يجمع في صفة الله رب العالمين عناصر العقيدة الصحيحة: توحيد الله رب العالمين، والإقرار بتصريفه للبشر في أدق شؤون حياتهم، الخلق والهداية والإمداد والموت والحياة والبعث والحساب بعد الموت، وهي العناصر التي ينكرها قومه، وينكرها المشركون في كل زمان.

 ------------
-روابط ترجع الي موقع الالوكة
 
الخليل إبراهيم عليه السلام في الكتاب والسنة
الصفات التي اتصف بها الخليل إبراهيم مع أهله وأسرته
الصفات التي اتصف بها إبراهيم الخليل -عليه السلام-
حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه
فقه التدرج في دعوة إبراهيم عليه السلام
حجة إبراهيم عليه السلام على الملك
إبراهيم عليه السلام يدعو أباه
سلام على إبراهيم
لماذا الدعوة إلى الله والحرص على هداية الناس؟
أسلوب الكتمان في الدعوة إلى الله
إبراهيم عليه السلام أبو الحجة والمنطق (1)
سلسلة أولو العزم: إبراهيم عليه السلام (خطبة)

------------في موقع الالوكة هذه الروابط ------------
بين منهجية التبرير ومنهجية التأثير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
تتمة القول في منهجية إبراهيم في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
ضرورة العناية بأساليب ومنهجية النصرة لله ولكتابه ولرسوله عليه الصلاة والسلام(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
المنهجية والتأويل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
معالم منهجية في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
أسس المنهجية المغازية عند الإمام الصالحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
قراءة منهجية لقوله صلى الله عليه وسلم: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)(مقالة - آفاق الشريعة)
منهجيات مدارج الإتقان لعلوم القرآن: منهج علمي دقيق لمشروع عالم بالقرآن الكريم(كتاب - مكتبة الألوكة)
المنهجية المعرفية القرآنية وتجديد الفكر المقاصدي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
منهجية البحث في مسائل الفقه(مقالة - آفاق الشريعة)

  الالوكة

الإقناع في قصة إبراهيم عليه السلام-

كتاب المغالطات ورد نبي الله ابراهيم عليها

https://theses.univ-oran1.dz/document/THA2305.pdf


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية  
 وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
  جامعة وهران -السانيىاكلية الأداب، اللغات و الفنو قسم اللغة العربية و آدابهامذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في اللسانيات بعنوانالإقناع في قصة إبراهيم عليه السلام- 
 
 مقاربة تداولية -مشروع اللسانيات التداوليةإشراف :إعداد الطالببن عيسى عبد الحليم .بوصلاح فايزة دأعضاء لجنة المناقشةرئيسا................................عزوز أحمد .د.أمشرفا.......................بن عيسى عبد الحليم .دعضوا............................عشراتي سليمان .د.أعضوا............................عبد الخالق رشيد .د :السنة الجامعية2009-20101بسم اﷲ الرحمن الرحيمالحمد ﷲ رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، اللهم رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .ثم أما بعد.تقديم عام:تعد اللغة ظاهرة إنسانية يتم التعبير عنهابواسطة الكلام، والذي عرفه ابن جنﹼي على أنهكللفظمستقلبنفسهمفيدلمعناه.وطالما أن الكلام هو نوع من السلوك الداﹼل ذي معنى، فالظاهرة اللغوية لها شقﹼان :شقﹼ محسوس هو السياق اللفظي الذي نسمعه منطوقا أو نقرؤه مكتوبا، وشقﹼ آخر وهو المعنى الذي يفهم من هذاالسياق.وعلى هذا الأساس فاللغة لا تؤدي فقط وظيفة مرجعية توحي إلى مدلول؛ بل تؤدي وظيفة تداولية، تتفاوت بحسب القصد أو الهدف الذي من أجله يسوق المتكلم خطابه .فاللغة لم تعد أداة للتخاطب والتفاهم والتواصل فحسب، وإنما هي وسيلة لإنجاز أفعال عديدة للتأثير في العالم، وتغيير السلوك الإنساني .وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور دراسات لسانية حديثة تهتم باللغة في الاستعمال كالتداولية.تعود البدايات الأولى للتداولية إلى القرن التاسع عشر مع الفيلسوف الأمريكي شارل موريس Charles Morrisكطرح فلسفي، لتتطور بعد ذلك في الدراسات اللغوية من القرن العشرين مع فلاسفة اللغة الطبيعية بأكسفورد "أوستينAustinو سيرل Searleوغرايس Grice ."فكان هؤلاء الفلاسفة مهتمين بكيفية توصيل معنى اللغة الإنسانية الطبيعية من خلال مرسل الرسالة إلى مستقبل يفسرها، وكان هذا من صميم عملهم ومن صميم التداولية أيضا .ومع نهاية القرن الماضي توسعت اهتمامات التداولية، وأصبح الدرس فيها ثريا جدا وذلك بما يقدمه لنا من إجراءات ,سواء على مستوى الاستعمال اللغوي الطبيعي ,أو على مستوى تحليل الخطاب، أو الحجاج اللغوي .وهذا الأخير الذي جلب للدرس التداولي اهتماما بالغا، اتضح جليا من خلال العودة القوية للبلاغة تحت تسمية البلاغةالجديدة، حيث ركﹼزت على جانبين هما:"البيان والحجاج"كوسيلتينأساسيتينمن وسائل الإقناع .2ولكونية الخطاب القرآني فقد أكﹼددور الحجة في الإقناع وبطرق مختلفة؛أي بحسبقدرات الناس العقلية والعاطفية، فمنهم من يقنع بالفكرة عن طريق العاطفةوإيقاظ الشعور،فيهتدي إلى المعرفة وإلى الحكم عن طريق تأمل باطني في الحجج، ومنهممن لا يذعن لغير البرهان المباشر ويستخدم الاستدلال المنطقي كالقياس والتﹼمثيلوالاستقراء.ولذلك يمكننا أن نعتبر الخطاب القرآني خطاباﹰ حجاجياﹰ،لكونه جاء رداﹰ على خطاباتتعتمد عقائد ومناهج فاسدة، فهو يطرح أمراﹰ أساسياﹰ ويتمثﹼل في عقيدةالتﹼوحيد،ويقدم الحجج بمستويات مختلفة والمدعمة ضد ما يعتقدهالمتلقون من مشركين ومنكرين للنبوة والمجادلين .ولعلّ في اختلافمستويات التﹼلقﹼي هذه ما يؤكﹼدالصفة الحجاجية للقرآنالكريم؛ لأنﹼها خاصية أساسية منخصائص الخطاب الإقناعي الذي يعرفه الدرس الحديث من الناحية الوظيفية من حيث إنﹼهموجه للتﹼأثير على آراء وسلوك المخاطب .ولقد اتﹼضح الآن وفي ضوء المناهج المعاصرة،أنﹼه يجبمراعاة مقامات المخاطبين بحسب فهمهموعقولهممن أجل إقناعهم، فكثير من الآياتتتوسل الإقناع، وذلك من أجل إثبات أن هناكمنطقاﹰ فطرياﹰ لدى جميع الناس صيغت به الآياتالقرآنية،والحجج التي تحملها، ولا عجبفي ذلك ما دام القرآن اعتبر العقل القوة القادرة للحكم على الأشياء،والميزان الذي توزن به القضايا وفسادها عنحقائقها إلاَّ بإدراك العلاقات فيما بينها، أو ممارسة آليات في الفهم والتلقي، فسنكتفي ببعض الصور المنطقيةلأنواع الأدلﹼة والحجج.والقرآن الكريم يحدثنا عن خليل الرحمن إبراهيم كيف آتاه اﷲ العلم والحكمة والرشد منذ كان صبيا .فقد أكرماﷲ تعالى نبيه برجاحة عقل، وسداد فكر، فكان يميز بين الحقﹼ والباطل، ذاك أن ربه أراه ملكوت السموات والأرض ليكون عالما موقنا .إلاﹼ أنﹼه سأل ربه من رؤية إحياء الموتى، فأكرمه اﷲ بهذه المعجزة ليطمئن قلبه وتسكن إليها نفسه، من هنا كانت الخوارق والمعجزات ذات أثر كبير في قناعة ويقين أصحابها.الأسباب الذاتية والموضوعية:يرجع سبب اختيارنا لموضوع "الإقناع في قصة إبراهيم "،إلى أسباب ذاتية وأخرى موضوعية؛ فالأسباب الذاتية تتمثل في أن البحث يتناول موضوعا متعلقا بكتاب اﷲ عز وجلّ،
 

روابط + وصف جهنم عياذا بالله الواحد ووصف جنة الفردوس

جهنم من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة هناك اقتراح لدمج محتويات هذه المقالة في المعلومات الموجودة تحت عنوان جحيم . ( نقاش ) (نوفمبر 2021) وادي ...